Wednesday, August 02, 2006

لم يبق لي سوى عقلي، أصدقائي وأشياء أخرى

اليوم بداية شهر جديد..
صحوت من النوم مفزوعة وذهبت باقصى سرعة لاستلام ما تبقى لي من "راتب" في عملي السابق. أفرغت جميع جيوبي وجيوب أبي و أختي و أخي لاحصل على "فكة معتبرة" توصلني إلى مكان العمل.. شننت حربا شعواء بيني وبين عداد التاكسي الذي أخذ بازدياد.. وكلما تبدلت الأرقام وزادادت خانة ازداد قلبي خفقانا، ولم يبقى في جعبتي دعوات تبطل دورانه... بالنهاية وصلت وافرغت جميع "الخردة" التي في يدي وانتهت المعركة بفوز العداد طبعا على الاقل لم تخذلني دعواتي وجيوب اخوتي

هذا حسابك.. وقعي هنا أنك استلمت المبلغ..
ول.. ولكن..
انسي الموضوع يلا نعمة كريم
وبما أني من أصحاب الأموال الان، قررت أن أعزم نفسي على أحسن كافتيريا لبنانية بالبلد وعمره ما حد حوش
وبالوقت ذاته أقوم بعمل جدول الميزانية وتوزيع المصاريف على الطاولة المستديرة اسمي طالعة غذاء عمل ..
كانت الميزانية مقننة جدا، لذلك وجدت نفسي مضطرة أن اؤجل شراء بعض الأغراض لاجل غير مسمى.. ايقنت أن الشهر انتهى من بدايته
انتابني احساس بالاحباط وعدم الرضا عن النفس بعد أن أيقنت أنني قد انضممت لجيش البطالة، والعاطلين عن العمل .. والعاكفين في منازلهم، والمضربين عن أنواع الحب كافة، والمتفرغين تماما لكبس المخللات، وتنشيف الملوخية، والتفريق بين أنواع الباذنجان المختلفة

عندها رن هاتفي النقال وبعض لحظات انضمت الي صديقتي وتوكلت هي بدفع مصاريف هذه المأدبة ومصاريف المواصلات أيضا..
ورن هاتفي من جديد، قبل أن أدخل في دوامة الاكتئاب مجددا، كانت احدى صديقاتي العزيزات ... وهذه رسالة من أخرى وايميل من آخر وآخر.. تغير مزاجي قليلا .. استمعت للراديو و تذكرت اغنية تاركان والتي يقول فيها أنه خسر كل شيء عمله وماله ومحبوبته،ليس لديه حظ؛ و لكن لو لم يرن هاتفه لو لم يسأل عنه أصدقائه لما استطاع العيش للحظة..


لم يبق لي سوى عقلي، أصدقائي وأشياء أخرى..

No comments: