Friday, September 29, 2006

مفهوم الوقت عندنا -1

مفهوم الوقت عندنا -1

يعتبر الوقت في بلداننا من الأمور التي تعترض يومنا على عكس أقراننا الأجانب الذين يعتبرونه من يسير يومهم وعليه تجدهم ينظمون مواعيدهم وشؤون حياتهم، ليس هذا فحسب بل وصلوا إلى أبعد من ذلك باعتناقهم دراسات و تحليلات عن "إدارة الوقت" مفهوم جديد قد لا يجد مكانا بيننا. على الرغم من أننا أصحاب مقولة الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك
عدم الالتزام بالوقت من أكثر الأمور التي نتميز بها، حيث أنه قلما التزمنا بأوقات نكون نحن أنفسنا قد حددناها من الأساس . والأمثلة كثيرة بل وقد لا تحصى
كأن يتصل بك أحد معارفك في "وقت غير مناسب" ويحدد هو بنفسه موعدا لزيارتك في منزلك ويكون هذا الوقت مثلا .. بعد صلاة المغرب. يعني الساعة 7 مساء ؟ الساعة 11 ليلا؟ الساعة 3 صباحا؟ كلها أوقات تندرج تحت تصنيف ما بعد المغرب

ويقوم الكثيرين بالقيادة المتهورة على الطرقات بحجة أن ليس لديهم الوقت
أو أن ينزعج أحدهم عندك انتظار المصعد بضع دقائق ويستشيط غضيا لو تأخر موعد إقلاع الطائرة قليلا بينما تجده يقوم الدنيا ويقعدها لو تأخر هو عن موعد طائرته و يبذل ما بوسع لاستعطاف المسؤولين وتبرير سبب تأخيره
والمفارقة هنا أنك قد لا تجدهم ينزعجون من طبخ صنف معين من الطعام عدة ساعات
وعند الطعام لي وقفة؛ فتجدنا مثلا نبرع في أساليب إضاعة الوقت وتحويلها إلى أصناف قابلة للأكل فعلى سبيل المثال بينما تحاول النساء في الغرب تحضير وجبة العشاء العائلية بزمن قياسي نصف ساعة أو أقل تجد حرمنا العربية المصون تحفر أغلب أنواع الخضر ومن ثم تحشيها وبعدها تسويها على نار هادئة جدا ؛ فهاهي البطاطا المحشية بجانب الملفوف والكوسى والباذنجان و الجزر والقرع والخيار والبندورة والبصل وأوراق الخس وأوراق العتب واللفت المحشيين. تصور أن تمضي ساعات بحشي البطاطا وحشي ولف أوراق الخس .ثم لدينا الكبة المحشية والكبة الموصلاوية والكبة البغدادية وكبة الصينية وكبة البرغل وكبة البطاطا والكبة اللبنية والكبة المشوية والكباب المهبلة والكبة المقلية وهي كلها صنوف مختلفة من عائلة الكبب .ثم المتبلات والمحمرات والمقمرات والعصائر وزنود الست وأصابع زينب والكنافة الأصلية منها والكاذبة واللي أحسن من هذا كله ... سد الحنك
وكمن مرة سمعت عبارة "فاضي مشغول". يعني أنه ليس لديه عملا ومع ذلك لا ينجز شيئا. أو عبارة ربات البيوت المفضلة " ما عندي وقت أشتغل، ولادي وجوزي ماخدين كل وقتي" بينما تقوم الأخريات بتربية الأبناء واستكمال الدراسة الجامعية أو العمل بالإضافة للاهتمام بشؤون الأسرة والزوج والأولاد. أما هي فتضيع وقتها في صبحيات وعصريات، أو أمام التلفاز وعلى الهاتف، أو في الأسواق والمحلات.

ليس من المفترض بنا أن نكون خريجي علوم إدارية لإدارة وقتنا بشكل فعّال وناجح ولكن القليل من التنسيق يجدي نفعا... دائما وعندها عندما نتمكن من تسيير أوقاتنا بالشكل الصحيح عندها فقط سندرك ماهية الوقت ويتغير مفهومه عندنا



دينا 29-09-2006