Friday, May 13, 2011

السر داب


السر داب
 
مطاردة
خيول كثيرة.. ورجال يحملون سيوف
أشجار تقطع وأنفاس تلهث
سهام وأقواس
بشر من كل الأجناس
يحاولون اللحاق بذلك الصعلوك
يحمل سراً
يريدونه قسراً
كرهاً
وكفراً
.....
ارض وعرة
وغابات متشعبة
حيوانات متوحشة
وجياد متوعكة
متعبة ومنهكة
ليل وبرد
مطر ورعد
وثلاث أيام بدون رد
....
ليس الرجوع أمراً سهلاً
فالجبل عنيف وليس وادي أو سهلاً
...
ومن بعيد، لاح الفارس العنيد
وعلى حين غرة
تكالبوا عليه وأوقعوه
إلا أن الله كتب له العمر المديد
فوقع في  حفرة
وقع في سرداب
ولحقه الحرس والجياد
..
ظُلمة وظَلَمة
وطريق
ط
و
ي
ل
وعتمة
وفي نهاية السرداب
السر.. داب

 دينا 13 أيار 2011

Saturday, May 07, 2011

حبر على وسخ

حبر على وسخ

!برزت في الآونة الأخيرة بعض الأقلام المأجورة والمقهورة، تكتب ما هب ودب.. لتواكب الركب
مأجورة لأنها كشفت نواياها وصفحاتها الصفراء
ومقهورة لان القدر لم يُنصفها يوماً أو يصنّفها مع الارستقراطيين والنبلاء
تذم في هذا، وتشتم ذاك.. تراقبهم هنا وهناك،
تؤرق مضجعهم وتبذل ما تستطيع من جهد وعناء
في سبيل كتابة مقال.. لكي يقال
أن الكاتب والجريدة .. مدفع وقذيفة
تدوي في كل مناسبة وبأي شكل من الأشكال وأي طريقة

وبثمن بخس، ودراهم معدودة
تحولت الدواة إلى قنبلة موقوتة
والمحبرة إلى مقبرة للأقلام الشريفة العفيفة
مقالاتكم تأجج غضب القاريء وتزيد من حالة البلبلة والطواريء
هدفكم ليس الإصلاح ولا التطوير
وإنما سُم وغِل وتصفية للحسابات كتبت بلغة التشفير
كلها اتهامات مردودة
ومرفوضة
تفتقر للمنطق والأدلة الموجودة

آن الأوان أن نفرق ما بين الصاروخ ومسدس الصوت..
فالأخير لا يتسبب إلا بموت ضمير .. الكاتب والناشر ويفقد مصداقية الصحيفة
ماذا نتوقع من حبر يُكتب على وسخ؟

دينا السبت 7 أيّار 2011  

 

Friday, March 04, 2011

بكيت بما فيه الكفاية

بالرغم من أن المطر قد توقف لفترة إلا أنها لاتزال تمشي بسرعة .. كتفاها مرفوعان ... مشدودان إلى أعلى، يداها في جيبها
قطعت أكثر من حي وأكثر من جادة وهي جٍد جادة
رشقتها السيارات المارة بالماء، تلطخ معطفها، تبللت جزمتها
وتحول شعرها الأشقر الجميل إلى شعر أغبر هزيل
لكن، كل ذلك لم يقلل من عزيمتها، أو إصرارها وهمتها

وأخيرا وصلَت
وبينما كانت تصعد السلالم كان قلبها يحاول القفز للهروب، فما كان لها إلا أن تعصره لترغمه على البقاء في مكانه فهذا هو بيته وعنوانه
نهرته بتمتمة غير مفهومة وكلمات غير موزونة

وصلت ثم ركعت لتلتقط أنفاسها
تذكرت أن ليس لديها متسع من الوقت لتضيعه
فداهمت الباب .. ركلته.. تنفست الصعداء
توجهت إلى خزانة في أقصى الغرفة
استخرجت منها علبة أحذية تحوي صور وذكريات
حملت بيدها الأخرى بعض القمصان المعلقة

جلست في وسط هذه الفوضى
حطمت كل الصور والبراويز
مزقت القمصان
صرخت
فتصدعت الجدران
ثم خرجت
وبيدها ما تبقى من ذكرى

اقتادتها قدماها إلى مكان مناسب لرمي هذه القمامة
وبكل عزم قذفتها في عرض البحر
تبعتها
نظرت إلى الأمواج البعيدة تلاطمها يميناً وشمالاً
فثارت الأمواج القريبة عليها وعاقبتها على فعلتها
رعد.. برق.. مطر غزير

وبالرغم من وجود بريق ما في عينيها
لكنها لم تبكٍ هي
اكتفت بحضن نفسها
ورؤية مستقبلِ ماضٍ كان يخصها

تم إخلاء المكان لخطورة الموقف
ولكنها بقيت هناك بشعرها الأشعث
وكحل عينيها الذي كحل وجنتيها

 
سمعت صوتاً وإذ بعجوز يخاطبها
يسألها فيما إذا كانت تبكي أو أنها ليست على ما يرام
أجابته: "أنا بخير، ولست أبكي لأنني بكيت بما فيه الكفاية،
لن يرجع لي بعد هذه السنوات ولن أرجع أنا إلى ما كنت عليه قبل تلك السنوات".

...
كتبت في الرابع من آذار 2011

Saturday, February 19, 2011

رؤية ثلاثينية الأبعاد

رؤية ثلاثينية الأبعاد...
كنت في الثالثة من عمري عندما سئلت ولأول مرة عن مستقبلي وعن المهنة التي سأمتهنها. أتذكر هذا السؤال جيدا فقد سألتنيه خالتي والتي تكبرني بخمس سنوات، كما وأتذكر الإجابة عليه جيدا فقد أجبتها وبكل ثقة حينها " أريد أن أصبح أما".
وعندما أصبحت في الرابعة أردت أن أغدو معلمة لشدة تأثري بأمي وبمعلماتي في رياض الأطفال.
وفي الخامسة أيقنت بأنني رسامة وهذه مهنتي!
وعندما بلغت السادسة حلمت بأنني سأتوج ملكة على كوكب المريخ لأحكم الأقزام الخضر!!!

وفي السابعة بدأت مشواري كرسامة كارتون كما أنني كنت مقتنعة لحد ما بأنني أليس في بلاد العجائب.
وبعد سنة حلمت بالسفر إلى الفضاء!
أما في السنة التي تلتها حلمت أن أصبح أشهر "باليرينا" في العالم !
وعندما أطفأت 10 شمعات فوق كعكة عيد ميلادي، تمنيت أن أعمل لدى الأمم المتحدة
معلمة اللغة الانجليزية في الصف السادس أخبرتني أنه بإمكاني أن أصبح مترجمة فورية ممتازة، أعجبتني الفكرة!
وبينما كانت قريناتي تعاني من حب الشباب ولوعة حب المراهقة كنت أنا على يقين بأن ما يفعلنه شيء تافه ولا يليق أن أحذو حذوهن خاصة وأنني سأتزوج من رجل مهم وسياسي!
في الخامسة عشر من عمري تمنيت أن أكون لاعبة كرة قدم نسائية
وفي السادسة عشر من عمري تمنيت أن أصبح "شوكلاتييه " أي صانعة شوكولاته! وتمنيت أن أتكلم اللغة الايطالية.
أما عندما بلغت 17 ربيعا كان كل همي أن اجتاز امتحان التوجيهي!
.....
في الجامعة درست الترجمة وبتخريجي كنت قد حققت حلم معلمتي مسز عاطفة
وقبل أن أحتفل بعيد ميلادي السادس والعشرين تعلمت اللغة الايطالية وعلمتها للطلاب أيضا
وبعدها عملت كمترجمة فورية في إحدى محاكم كندا
في عيدي الثلاثين عملت في وظيفة أحلامي وأصبحت مترجمة لدى الأمم المتحدة
 

..
الآن وأنا في الثالثة والثلاثين من عمري وبعد 30 عاماً لازلت أحلم بحلم الأمومة الذي يراودني مذ كنت ابنة ثلاث سنوات..
ولازلت أحلم بأن أتزوج بذلك السياسي الوسيم!
دندن
19 شباط 2011
الثانية صباحاً