Wednesday, March 08, 2006

!تهانينا بيومك العالمي

..داخل مقطورة المترو
.وجدتهن متأنقات مرفوعات الرأس نظراتهن حادة تكاد تخترق كل من يمر بجانبهن
ليس هذا فحسب بل رأيتهن يهجمن على المقاعد الفارغة وكأن السيدة منهن تريد أن تعلن إنه يومي ومن حقي أنا الجلوس على هذا المقعد
حصل أمامي موقف طريف آخر جلس الشاب العشريني على مقعد بين خمس نساء، اقتربت إحداهن نحوه بعد ان كان قد جلس ورمقته بنظرة "اخت فلاته"فما كان له إلا أن انسحب بكل هدوء
جميل أن نشعر نحن النساء ببعض القوة بعض الوقت
والأجمل أن نحصل على بعض القوة كل الوقت
لا أطالب بالمستحيل ..لا أطالب بكل القوة كل الوقت

..في الباص
تكررت نفس المواقف وكان الرجال مسالمين نسبيا هذا الصباح
لا أدري هل أنهم قاموا مسبقاً بتعبئة أنفسهم نفسياً ومعنوياً..أم أنهم لطفاء دوماً ولكن لم نلحظ نحن ذلك!؟
(السؤال استنكاري لا داعي أن تنقلبن عليّ عزيزاتي)
وكأن الرجل منهم يقول حسناً ارتاح أنا اليوم من بعض سلطتي الذكورية على شرط أن أستردها كلها في الغد ولغاية سنة من تاريخ الغد

...في المدرسة
هم 5 ونحن 10 ..مابين فتاة وسيدة
احتفل بنا الاستاذ على غير العادة
وتعمد وضع جميع الأمثلة على اللوح بصيغة المؤنت
تعتبر (إلويسا ) البرازيلية أن زوجها قد ربح اليانصيب منذ خمس سنوات أي منذ أن تزوجها وتضيف أنها لن تحتفل بذكراهما الخامسة ..وإنما تنتظر منه أن يحضر لها مفاجأة

..في الفرصة
دوما أجد هذين الزوجين الايرانيين منسجمين مع بعضهما البعض يديران مطعمهما الصغير بتفاهم واضح
اليوم وجدتهما ولاول مرة يجلسان على الكراسي ..
طلبت سندويشة "جبنة فيتا" كالعادة..
!وتطوع الزوج بتحضيرها لي على غير العادة
بينما تحاورت هي معي

..على ناصية الشارع
نسوة في مقتبل العمر يلبسن معاطف فاخرة، يمشين بكل فخر، يضحكن بصوت عالٍ
خيل لي أنهم من تلك الطبقة الأرستقراطية التي تخاف أن تطأ أقدامها أرض شوارع مونتريال القذرة لذلك تستخدم سياراتها الفارهة في جميع تنقلاتها لكن؛ ولأنه يوم المرأة العالمي قررن أن يخضن تجربة جديدة اوريجينال


..في البيت
أربع نسوة
..الأرض هنا نسوية بحتة
..لا ذكور
..ولا تسلط ذكوري
..الأقليم لنا
..كله لنا
..الساحل والداخل
..كلاهما لنا

..في الخارج
نساء مقنّعات فتيات مغتصبات الفكر و الروح والجسد
يلبسن الخيم السوداء ليغطين عورات ماحولهن من الرجال بتغطية أجسادهن
يحتجبن عن النظر خلف تلك الفائف والخرق البالية بينما عقول أزواجهن وأخوانهن وأولادهن وآبائهن وأبناء عمومتهن هي التي يجب أن تحتجِب وليست أجسادهن

يعتدي عليها هو.. فتقتل هي..
يغتصبها هو..فتنفضح هي
ويختفي هو خلف لفائف وخرق شفافة نسجها مجتمع برر فعلته هذه تحت عدة مسميات

يغويها هو..فتنغوي هي وتموت هي وتذهب هي إلى غير رجعة ضحية الشرف وأي شرف؟
يهجرها هو.. وتضيع هي
يختنها هو..فتتشوه هي
..يُرَمِلُها هو
..يُثكِلها هو
..يُطلقها هو
..يُزوِّجها هو
..يتزوجها هو

..ولا يخونها إلا هو

:والآن حان الوقت لان يقول لها هو
!تهانينا بيومك العالمي
دينا 8 مارس 2006

1 comment:

Anonymous said...

First of all, Happy international women's day Dina.

I congratulate you for drawing women's issues in the arab region in such style.unfortunatelty some might lable you as feminist, men-hater, m3aggadeh and the list go on. but reading your lines described the sad relaity and reminded me of the culture of silence and denial that we still live in ( Wom,en r fine! ilniswan makhdeen 7ogoghom,...) thank you for reminding me of never give up, thank you for reminding people of the little 4 year old girl who dies in sudan 2 months ago becoz of FGM. thank you Dina

Kenza