كانت الوحوش تعوي قبل منتصف الليل على غير العادة..
نظرت من شرفتي وإذ تحيط بالبدر هالة بيضاء ناصعة..
استمرت بأداء طقوسها
فركبت سيارتي نحوها
نحو الخطر
نحو صوتها..
ضربات قلبي في زيادة
ومع ذلك اقتربت منها
.. بين الشجر ..
أبرقت عيون لامعة
وأرعدت حناجر لاذعة
وإذ بمجموعة من الذئاب تبكي فراق أمها
عل عويلها يبعث في جسدها الهامد بعضا من حياة
بل أمنيات..
بكيت معها
وبكي القمر..
قلبي انفطر..
رافقتني عيناه.. شكرتني..
حزنه أشجاني
وكبرياءه أدماني ..
دعاني..
لبيت الدعاء
وكلما اكتمل البدر.. خشعت للنداء
خلت أجندتي من المواعيد..
تركت الأصدقاء..
عزفت عن الجميع
وكلما فقدت الأمل..
ترقبت قدوم هلال جديد
غير أنه لم يحضر .. بعكس القمر
بعكس الشجر
بعكس موج البحر
..
ذهبت إليه..
سبحت عكس التيار..
خلقت له الأعذار..
تلو الأعذار..
تلو الأعذار.
وما أن نجحت باسترجاعه حتى اختفى مجدداً..
كان مصمماً
واثقاً..
صارماً
جائراً
إلا أن جرح حبه في الحشا كان غائراً..
فقدته..
سلمت بالأمر الواقع..
بينما كانت دموعي تهذي.. تخبرني بأنه راجع
..
وبعد فترة
بعث لي ما تبقى من قلب كنت قد استودعته عنده سابقاً..
قال: "ألا تدرين؟ لا يحتاج الذئب قلباً.."
"ليس باستطاعتي أن أحبك يوما"..
أخذته وهو ما زال ينزف .. ليس بدم كذب..
لاكه في فمه... ما استساغه واستكبر أن يختلط بدمه
ثم شهد شاهد من أهله..
قال هو من صنيع بنت البشر..
ما الفائدة إن كان قد قُد قلبي.. من قبل أو دبر..
لقد أكله الذئب على ضوء القمر
ومن دمه شرب
..
سددت التجويف ببقايا قلب ونشارة خشب
وأوصدت الأقفال عليه والأغلال.. بكثير من الغرز والقطب..
لكنني لازلت أسمع عويله بين فترة وأخرى..
لربما يخالني في انعكاس ضوء القمر
لربما يسمع صوتي في حفيف الشجر
لربما يشم رائحتي في أمواج البحر
أو لربما لم يشبعه تمزيق فؤادي مرة ..
فنوى أن يعيد الكرة..
دينا
الأول من حزيران 2013